السبت، 14 مارس 2015

الدنيا دوارة

بعد اطلاقها اخر صرخة للمخاض...سمعت صوت الطفلة السادسة...تنظر اليها نظرة رفق وتعب وحب...
في الجانب الآخر من الحائط....تجلس زوجة عم الطفلة ...تجمع أولادها الخمسة (البنبن) فرحة بشماتة ....وتملس على رأس اصغرهم ....تبتسم ابتسامة باهتة...مفتخرة بذريتها من البنين على عكس سلفتها.....
في الايام التالية تظل تردد أنها من سيرث هي واابنائها ....ولا تعلم قول الله "لا تدرون ايهم اقرب لكم نفعا"
ولأن الارض كروية .....والكواكب تدور حول الشمس في مسار دائري .... كذلك الافكار والمشاعر والمواقف....والسنين
وتدور السنين....ويمتلئ بيت البنين بالاحفاد والامهات...ولكن تخلو غرفة الجدة من الرفقة....وتمرض المرض الاخير...وتتأوه الآهات ااخيرة ولا يسمعها الا أم البنات...فتأتي كل يوم لرعايتها ....فتنظر لها نظرة طلب المغفرة ...لكن لا تستطيع النطق بها
وتتذكر فقط ان الدنيا دوارة

الاثنين، 20 يونيو 2011

الفصل الأخير (قلب عاق)



ايها الابن العاق
تعالى لتقبل يدي حتى اسامحك
تعالى لتغرق ذراعي بدموعك فأرضى عنك
اعلم  انك اغضبتني كثيرا .....كثيرا.....كثيرا
وانك لا تسامح نفسك.......او هكذا اتمنى
لكن لا تضيع الفرصة الاخيرة
هذه انفاسي الاخيرة
سأحاول ان اجعل قلبي البشري يسامحك
فقلبي البشري يأبى ذلك
لكن قلب الأم داخلي لا يقوى ان يتخيل غضب الرب عليك
تعالى الي لاسامحك
لارضى عنك
وليرضى الله عنك
تعالى الى
فهذا نفسي الاخير
ساحاول ان اخرجه ببطء
حتى يطول الوقت من اجلك
ساخرجه ببطء اكثر
فقلبي لا يطاوعني على فراقك مغضوب عليك
الا تقوى على ذلك
الا يقوى قلبك العاصي على ذلك
اهمله وتعال
اهو صلب مثل الحجر؟؟......... ايؤلمك؟
الا تريد رضاي؟
الا تريد العفو عن  نفسك؟
اعتق نفسك من عذابك
ساسامحك
صدقني ساغفر لك ما فعلت
لكن لا اجد شفيعا لك امام قلبي  ان لم تات
قبلة على يدي ستشفع لك
دمعة من عينيك كما كنت صغيرا
ستشفع لك
وتذيب الغضب من على قلبي
وقلبك
ألن تأتي ....؟؟؟؟؟؟؟؟
فليغفر لي الله أني لست غاضبة منكــــ...........................

الأربعاء، 4 مايو 2011

هل هو الاخير؟


الطريق طويــــــــــــــــــــــل................ والحر شديد جدا.................والحمل ثقيل على جسدها الصغير...........
ولكن كل هذا يهون امام فراق الابن  ....
طفلها الرضيع....... تحمل جثته لتدفن في مقابر العائلة .............
ودعها زوجها وهو مضطر للسفر ...... فنداء الوطن لابد ان يلبى ........ولا يعلو عليه اي نداء
لم يكن الطفل الاول الذي يموت ولا تدري هل هو الاخـــــيــــــر ؟؟

يوم التتويج

كانت فرحتها لا توصف
كان زفافا كما يحكى لنا في الاساطير عن زفاف الملكات والاميرات فهي ابنة الحسب والنسب وهو الشاب الذي يعمل ظابطا بالجيش والذي يحبه كل من يعرفه
كان يوم زفافها هو يوم تتويجها ملكة وسيدة للبيت
ظلت هكذا طوال حياتهما معا
 كانت ممنوعة من كل شيء..................الا السعادة والراحة
لم يسمح لها ابدا............ ان ترهق نفسها في أي شيء ....والا ما فائدة الخادمات .......
وكل ما تقوم به هو اعداد الطعام ........لأنه لا يتذوقه الا من يدها ........
يوميا كان يمر على أطفالهما اثناء نومهم ويقبلهم......... ويضع لكل واحدة منهم مصروفها اليومي أسفل وسادتها....... لتجده في الصباح وهي ذاهبة للمدرسة ........
هذا هو الرجل الذي تمنته دوما ............ولكن السعادة لا تبقى من نصيب انسان الى الأبد......فاذا كانت الدنيا لم تستطع أن تفرقهم ......... فالموت يستطيع.......جعلها وحيدة...في دنيا لا تعرف فيها القريب من الغريب ......فالجميع غرباء...

الخميس، 31 مارس 2011

بداية الحكاية

شقراء ظلت تجري وتجري حتى تعثر وسقط فكسرت رجله وهربت هي إلى البيت فتاة
رأتها أمها فسألتها عن السبب قالت:
(عم محمد فراش المدرسة بعته المدير ورايا  عشان  يرجعني المدرسة تاني وفضل يجري ورايا لغاية ما وقع وانكسرت  رجله)

هكذا أنهت حكايتها حين سألتها لماذا لم تكمل تعليمها؟
  كانت الأولى دائما على المدرسة وكان كل المعلمون يحبونها لذكائها الشديد وفطنتها ولكن لأنها الابنة الكبرى وطاعة لامها اضطرت لترك المدرسة عن طيب خاطر حتى تساعدها في أعمال البيت. 
لم يكن السبب فقرا أو حاجة بل العكس تماما و حتى تتعلم إدارة المنزل لأنها أفضل من تعلم الحروف والكتابة هكذا كانت وجهة نظر الأم.,
عملت إيه أنا بالطبيخ والتنظيف وتربية الولاد) )

أنهت بها الحكاية وكلها حيرة وتعب من البحث عن إجابة شافية...............

سمعت تلك القصة من الطفلة بعد أن امتلأ وجهها بالتجاعيد وشابت الضفيرة الصفراء ولكن لمعة الأمل في عينيها لم تنطفئ أبدا ..